كم تصورت قبل هذا اليوم انني عندما اراه ساضطرب واتزلزل ولن أستطيع التحدث معه أو لن تكون لي القدرة على التنفس أو ربما سيدق فلبي بشدة الى أن يتوقف ولكن اليوم التقيته صدفة و ياللعجب لم يحدث شيء من ذلك لم يتوقف قلبي بل انه لم يدق أو كذلك أحسست ولم أحاول التحدث معه بل و الأدهى من ذلك أنني مررت بجانبه دون أن أعيره أي اهتمام و لم أحاول حتى أدير رأسي لأراه مثل ما كنت أفعل من قبل لم يكن ما فعلته عن نية أو قصد فقد حدث دون ادراك مني . عجبا كل مخاوفي تبددت فجأة.اعتقدت أن هذا حدث بسبب ما فعله بي أو بسبب الزمن الذي أطال فراقنا أوأن وهيجه قد انطفأ ولكن عندما تركت الأمر لعقلي و ليس لقلبي اكتشفت أن الذي جعلني أتصرف على ذلك النحو أنني أنا التي تغيرت فتجاربي و السنين التي مرت منذ فراقنا صقلت عقلي و احاسيسي فأصبحت أميز جيدا بين الجوهرة الأصيلة التي لا ينطفأ وهيجها أبدا و التقليدية التي تنسلخ عنها قشرتها مع مرور الزمن.