www.moniael3oloum.com
www.moniael3oloum.com
www.moniael3oloum.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

www.moniael3oloum.com

منتدى العلم والمعرفة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ليتك عدت قبل هذا اليوم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 155
تاريخ التسجيل : 10/07/2011
العمر : 52

ليتك عدت قبل هذا اليوم Empty
مُساهمةموضوع: ليتك عدت قبل هذا اليوم   ليتك عدت قبل هذا اليوم Icon_minitimeالإثنين يونيو 11, 2012 8:23 am

توقفت الحافلة نزل منها شاب أسمر طويل القامة يحمل بيده حقيبة رياضية.
نزع النظارات و أخذ ينظر الى القرية بعينيه العسليتين و هو يقول بينه و بين نفسه : و أخيرا عدت الى قريتي .
و بخطى سريعة كانت تختصر المسافات و الزمن توجه نحو بيته و بين كل خطوة و أخرى يسلم على أشخاص يعرفهم وهكذا حتى اقترب من البيت أين وجد جيرانه فسلم عليهم , و لكن طول الطريق كان يسأل نفسه : ماذا حدث ؟ لماذا كلما سلمت على شخص كان كأنه يعزيني , هل حدث شيئ لأمي أو أبي أو أحد اخوتي؟ و هنا بدأت خطواته تتثاقل خوفا من أن يسمع خبرا يفسد عليه فرحته بل يقتلها .
و أخيرا وصل الى باب البيت , و بقدر شوقه الذي يدفعه لدق الباب كان خوفه يمنعه و كان حال لسانه يقول : اللهم اني لا أسألك رد القضاء و لكن أسألك اللطف فيه .
دق البابب ثلاث مرات و توقف .فتحت له أخته الصغرى حياة و من فرحتها أخذت تقفز و تصرخ : أخي فارس , أخي فارس و قبل حتى أن يدخل راحت تجري من غرفة الى أخرى و تصيح : عاد فارس , عاد فارس أبي , أمي عزيزة حسن حسين . و هنا تنفس الصعداء :الحمد لله , لقد ذكرتهم كلهم اذا فكلهم بخير و عندها فقط استطاع أن يفلق الباب وراءه و أن يتقدم داخل البيت و لكن و قبل أن يخطو خطوة واحدة و جدهم أمامه فمن قرحتهم بعودته هرعوا اليه وأحاطوا به أما هو فبعد أن تأكد من سلامتهم جميعا ففرحته زادت و من شدة الفرحة أجهش بالبكاء . دخل الى غرفة الضيوف ,جلس و جلسوا كلهم حوله أما والده و والدته فكانا بحانبه يسألانه عن أحواله و صحته و لم يتركوه تقريبا لمدة ساعة ثم قالت الأم لأخته عزيزة : اذهبي و أحضري لأخيك الخف لا بد أن الحذاء قد آذاه .
فوقفت حياة و قالت : بل سأحضره أنا لأخي. و أخذتا الاثنتان تتسابقان من تخدم أخاها, و لكنه ناداهما : لا,لا, فأنا سأخرج.
سأله والده : الى أين؟
فأجابه و قد غط وجهه الاحمرار من الحشمة: الى بيت عمي رابح.
و هنا خيم الصمت البيت , و سكت الجميع , و عادت عزيزة و حياة أدراجهما الى الغرفة و اصفر وجه والدته ثم قالت و هي تبلع ريقها بصعوبة و كأنها تبتلع خبرا مؤلما: لم تمض ساعة على وصولك , استحم و غير ثيابك و كل قليلا فعزيزة اليوم طبخت الكسكس الذي تحبه . و نم قليلا , و غدا اذهب فالوقت الآن متأخر.
فعقب والده قائلا: نعم, عليك أن ترتاح أولا,
_ حسنا, حياة من فضلك حضري لي الحمام,
قالت عزيزة :و أنا سأحضر لك المائدة .
فابتسم و قال لها شكرا , ثم توجه الى الى غرفته , أغلق الباب وراءه و تمدد على فراشه واضعا يديه تحت رأسه و أغمض عينيه فلم يرى الا سلوى ابنة عمه رابح و أخذ يحدث نفسه: لقداشتقت اليها كثيرا. و فجأة فتح عينيه و كأنه فزع من شيئ ثم قفز من سريره كالذي وخز بابرة و هو يقول و يتمنى أن يكون شكه في غير محله : ربما .....هي ... من لا لا غي ممكن و لكن ملامح كل من التقيت بهم تقول أني قد خسرت انسان عزيز علي , فأهلي كلهم بخي لم تبق الا هي و عندها خرج بسرعة من غرفته, و عندما هم بالخروج من المنزل أوقفته أمه و سألته : الى أين ذاهب ؟
_ الى بيت عمي رابح.
_ و لكننا اتفقنا قبل قليل....
لم يتركها تكمل كلامها : لا , أريد الذهاب الآن . لن أطيل البقاء هناك , سأسلم عليهم فقط.
سمع والده ما قال من غرفة الضيوف أين كان جالسا يفكر في ابنه و كيف سيتقبل الأمر , فتوجه اليه : يا بني انتظر الى الغذ .
و كانت أمه أيضا تترجاه أن يؤجل الزيارة الى الغد
و عندما لاحظ الحاحهم ازداد شكه فأصر على الذهاب .
فقالت له أمه : سأذهب معك .
_ لا ,لا داعي.
_ فأطلت عزيزة من المطبخ و هي تمسح يديها في مئزر المطبخ: هل أذهب معك أخي؟
_ ان أردت ذلك.
نزعت المئزر و لبست المعطف ثم خرجا .
كان طوال الطريق صامتين . كانت عزيزة تحدث نفسها : ماذا أقول له ؟ هل أمهد له أم أتركه يكتشف الأمر عندما يصل؟
أما هو فألم الخوف أكبر من أن يسأل أو يحاول أن يعرف شيئا .
كانت خطاه سريعة و كانت عزيزة تسرع في مشيتها بل و تظهر و كأنها تجري كي تمشي بجانبه . و لكن عندما اقتربا من البيت ثقلت ساقاه و أصبحت تتباطأ و عندما استدار أحس أنها لا تريده أن يدخل و هنا أخذت دقات قلبه تتزايد و تتزايد معها سرعته دق الباب بقوة دقات متتالية و لم يتوقف حتى فتح له العم رابح و هو متكأ على عكازه : من ؟ فارس , أهلا بك , كيف حالك ؟ متى وصلت ؟
_ الحمد لله . وصلت منذ ساعة .
كان يجيبه و عيناه تترصد غرف البيت لعله يلمح سلوى
_ تفضل يا بني, هيا ادخل الى خالتك عيشة انها نائمة .
أدخله الى غرفة النوم أين وجد الخالة عيشة ممددة على الفراش و قد تغيرت قليلا و بان عليها الشيب, نظر الى أخته و قام بحركة بيده ليعرف مابها , فطأطأت رأسها و أحضرت له كرسيا ليجلس
أخذ العم يو قظ زوجته : عيشة , عيشة انهضي , انظري من جاء .
أخذت العجوز تفتح عينيها بصعوبة و تحاول أن ترى من أتى اليها , ثم فتحت ذراعيها لتحضنه و نطقت باسمه كأنها تقول آه .
نهض اليها وسلم عليها و هي تبكي و تحضنه
ثم جلس و هو ينظر الى أخته و العم و كلاهما كان يهرب بنظراته عنه .
انتظر برهة ثم قال : أين سلوى ؟ سأل عنها و عيناه في الأرض , لأنه يخجل رغم أنها خطيبته و زوجته شرعا.
فأجهشت الأم بالبكاء و سكت العم و أخته فانتفض من كرسيه : أين سلوى ؟ تكلموا . فأمسكت عزيزة بساعده لتهدئه و كانت تحاول أن تخبأ دموعها
فأجابه العم : انها قي المستشفى.
_ مستشفى؟ ماذا أصابها؟ ما بها؟
لم يجبه أحد و هنا خانتها عزيزة دموعها و أجهشت بالبكاء و بكى العم
_ ماذا؟ ماذا هناك ؟ تكلموا . ثم لم ينتظر بل أسرع نحو الخارج و عزيزة وراءه: فارس, فارس انتظر.
لم يكن يسمعها و أخذ يجري بكل ما أوتي من قوة حتى وصل الى موقف سيارات الطاكسي و ليست كذلك و انما أهل القرية من سموها هكذا ليعطوا لقريتهم وجها من وجوه المدينة . لم يجد هناك الا طاكسي واحدة و كان أهل القرية يدعونها آن طاكسي لشدة بطئها , و قد كان صاحبها عائدا لبيته ليرتاح بعد يوم عمل شاق.
فطلب منه فارس أن يوصله و لكنه رفض لأنه تعبان و سيارته أيضا. فأخذ فارس يترجاه أن يأخذه الى المدينة .و هكدا كان هذا يرفض وذاك يترجى الى أن عرض عليه فارس مبلغا مغريا فوافق على الفور
و بسرعة ركب فارس , أدار السائق المحرك و لكن كالعادة فهي لا تتحرك الا بالدفع . نزل فارس و توجه الى بعض الشباب _ الذين يسندون الحائط المقابل للموقف من الصباح الى المساء فلا عمل لهم كما يقولون على الأقل هنا قد نجد من يحتاجنا لمساعدتنا فنحس أن لوجودنا معنى _ و طلب منهم أن يساعدوه فلم يترددوا و دفعوا معه السيارة الى آخر الطريق المؤدي الى الطريق الرئيسي و أخيرا تحركت السيارة ,شكرهم ثم ركب السيارة و طلب من السائق أن يسرع .
كان هذا السائق من النوعية الرديئة للسائقين , كان ثرثارا و فضوليا لم يتوقف عن طرح الأسئلة .
_ لماذا هذا التسرع ؟ مابك؟ هل أنت من أهل هذه القرية ؟ أنا لم أرك من قبل , لقد انتقلت الى هنا منذ مدة .....
و هكذا واصل السائق الكلام دون التوقف و لو للحظة . أما فارس فلم يكلمه , بل و لم يرد عن أسئلته فقد كان عقله مع سلوى و كان كل ما يطلبه منه أن يسرع .
عند وصولهم الى المدينة أخذ السائق يمسح الزجاج الأمامي للسيارة و هو يقول: غريب هذا الجو المتقلب قبل ساعتين لم تكن تمطر و كان الجو صافيا , سبحان الله.
أعطاه فارس كل ما كان في جيبه من مال , و أخذ يجري متجها الى المستشفى . لم يكن يحس بالمطر الذي يتساقط فوقه , ربما لأنها كانت تطفأ النار التي كانت بجاخله .
وصل و هوينهج سأل الممرضة عن رقم غرفة خطيبته . أجابته وهي تنظر اليه باستغراب , فقد كانت ثيابه مبللة و كان في حالة يرثى لها ثم قالت له: لكن غير مسموح بالدخول الآن عد على السادسة صباحا. لم يهتم لكلامها و بخطى سريعة توجه الى الغرفة , و كانت الممرضة تناديه: يا سيد, عد انه ممنوع...
وصل الى الغرفة , فتح الباب و كان يحس و كأنه سيفتح لقلبه جرحا . و هناك وجد جسما هزيلا بالكاد يظهر على الفراش مغطى بفطاء أبيض. أخذ يقترب من السرير بخطى بطيئة كان يجري ليصل اليها أما الآن فيتمنى لو أن المسافة بينه و بين السريرطويلة حتى لا يفجع فيها .
دنا منها , فاتسعت عيناه و فتح فاه و أجس بدوار و من شدة هول ما رآى لم تكن ساقاه لتحملاه فسقط على الكرسي الذي كان جانب السرير .
في هذه اللحظة وصلت الممرضة و معها الطبيب: لقد حاولت منعه و لكنه لم يستمع الي . فأشار اليها لتسكت و أن تخرج .
اقترب منه و وضع يده على كتفه. أما هو فعيناه لا تفارقها ثم رفع رأسه الى الطبيب و كانت عيناه تفيض من الدمع . أمسكه الطبيب و أخرجه من الغرفة .
مسح عينيه و تجلد ثم سأله : ما بها؟
ربت على كتفه ثم طلب منه أن يدهب معه الى مكتبه .
_ هل هي قريبتك؟
_ أقرب الناس الي انها زوجتي.
_ أنت فارس.
نظر اليه مستغربا .
_ لا تستغرب , لم تكن تتحدث الا عنك .
_ مابها؟
_ انها في المراجل الأخيرة من المرض .
تسمر في مكانه , أحس و كأن الأرض تدور . واصل الطبيب حديثه : لقد تمكن منها المرض و ليس لمرضها علاج . بتقدير العلم لم لتبق لها الا أيام , و طبعا الأرواح بيد الله و لا أحد يستطيع أن يجزم أن أحدا سيموت أو الآخر سيحيا , ماذا أقول لك ؟ ربي يصبرك.
و ما ان أنها الطبيب كلامها جتى سقط مغشيا عليه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://monia.3oloum.com
 
ليتك عدت قبل هذا اليوم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
www.moniael3oloum.com :: الفئة الأولى :: الأدب العربي :: القصة القصيرة-
انتقل الى: