بَعََدَ :
بعد يبعد بعداً فالبعد مصدر لبعد ، قال تعالى : ( ألا بعداً لمدين ، كما بعدت ثمود ) .
البعد : نوعان بعد نسبي و بعد مطلق ، فحينما جاء قوله ( ذلك هو الضلال البعيد ) [ سورة إبراهيم : 18] فهو الشرك.
وعن عمار بن ياسر قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فقال: "آمين آمين آمين". فلما نزل قيل له، فقال:
"أتاني جبريل صلى الله عليه وسلم فقال: رغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يغفر له، قل: آمين، فقلت: آمين. ورغم أنف امرئ أدرك أبويه فلم يدخلاه الجنة فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين. ورجل ذكرت عنده فلم يصلي عليك فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين". رواه البزار وفيه من لم أعرفهم.[ مجمع الزوائد : كتاب الأدعية ] .
البعد : هنا بعد دائم لا عودة فيه .
السبب في ذلك أن بر الوالدين و صوم رمضان و الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم من أرجى الأعمال يوم القيامة فهي من أسباب القرب من الله يوم القيامة .
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من صلى عليّ صلاةً صلى الله عليه بها عشراً.[ صحيح مسلم : 1/291].
بعد : يقال : دخل فلان بعد فلان
و دخل فلان وراء فلان
و دخل فلان خلف فلان
قال تعالى : (أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي )[ سورة البقرة : 133].
قال تعالى: ( قال رب أغفر لي و هبني ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي )[ سورة آل عمران : 170].
و قال تعالى : ( و يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ) [سورة آل عمران : 170].
و قال تعالى : ( و من ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ) [ المؤمنون :100].
و قال تعالى : ( فبشرناه بإسحاق و من وراء إسحاق يعقوب ) [ هود: 71] .
و قال تعالى : ( و إذا سألتموهم متاعاً فسئلوهن من وراء حجاب ) [ الأحزاب : 53].
كلمة بعد عكسها قبل فهي زمانية و القبل و البعد لا يجتمعان .
خلف و عكسها أمام : مكانية فالخلف و الأمام قد يكونان في آن واحد ، فأنا خلف الطاولة و أنا أمامها . (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم) (فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية) وتستعمل كلمة (خلاف) بمعنى مخالفة كما في قوله تعالى (فرح المخلفين بمقعدهم خلاف رسول الله) وفي قوله (لأقطعنّ أيديكم وأرجلكم من خِلاف) بمعنى إحداهما من جانب والأخرى من جانب آخر. والخالفة هي المرأة المتأخرة عن المرتحلين وجمعها الخوالف كما في قوله تعالى (رضوا بأن يكونوا مع الخوالف) سورة التوبة.
من خلفهم : بمعنى عند غيابهم. قال تعالى ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة ) [سورة مريم : 59] .
القرآن فيه مشترك و ليس فيه مترادف ، أي قد يكون للكلمة الواحدة عدة معاني و لا يكون لها مرادفات أي خلفوا بعضهم في عصر واحد .
الوراء : للمهانة ـ استتار واختفاء مريب وغامض للحسرة والإذلال.
قال تعالى : ( فنبذوه وراء ظهورهم ) [ آل عمران : 187] و هنا إهانة و إذلال .
قال تعالى : ( لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر ) [ سورة الحشر : 14].
و قال تعالى : ( و من أبتغى وراء ذلك ) كل ماعدا ذلك من الزواج و ملك اليمين كله مريب .
الإمام الغزالي أشار إلى البعد و القرب فذكر البعد الأعظم و هو بعد إبليس فيقول لما أمر الله تعالى إبليس بالسجود فأمتنع فأعقبه الله تعالى بالبعد إشارة إلى أن السجود علامة من علامات القرب و الامتناع عنه علامة من علامات البعد . قال تعالى ( فأسجد و أقترب )
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أقرب ما يكون العبد من ربه و هو ساجد فأكثروا الدعاء ) [ سنن أبي داود : 873].
و من كرم الله تعالى على عباده أن جعل أعظم الثواب بأيسر الأعمال قال صلى الله عليه وسلم :
(من صام رمضان إيماناً ـ تصديقاً بأنه فرض ـ و احتسابا ـ أي طلباً للثواب ـ غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر ) [ سنن النسائي : كتاب الصيام ] .
المدح : إظهار الثناء على المثنى عليه لمزية فيه دون أن يكون من دون بدوا فضل لنا .
الشكر : بعد الفضل .
عن أبي أمامة رضي الله عنه ( أنه سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم أي العمل أفضل قال : عليك بالصوم فإنه لا عدل له ) [سنن النسائي :كتاب الجنائز].
منقول عن موقع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة