انطباعات عائد من مركز تصحيح امتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي

انطباعات عائد من مركز تصحيح امتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي [/b]

من الحقائق المعروفة أن الواجهة مهما كانت براقة وجذابة لا تعكس بالضرورة الجوهر ، وإذا أردنا الحكم على كنه الأشياء لابد من البحث عن التفاصيل في المتاهات والدهاليز .
وهذا ما سأحاول تطبيقه على امتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي ، امتحان يفترض فيه أن يكون المحطة الأولى والقاعدة الصلبة لتعلمات الدارس كي ينتقل إلى المرحل الموالية دون تعثر.
انطلاقا من الفقرتين الأولى والثانية السابقتين وبعد معايشة عملية التصحيح وتحليل الملاحظات المسجلة إليكم هذه المساهمة بعنوان :
( انطباعات عائد من مركز تصحيح امتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي ) التي أعلنت عنها في الموضوع المنشور سابقا تحت عنوان :
((امتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي السيناريو يتكرر والإخراج لم يكن في مستوى طموحات الإصلاح ))
[b]الملاحظات العامة :
ــ التصاعد المخيف لظاهرة الغش في حجرات الامتحان حيث وردت إجابات مدونة بخط مختلف عن خط الممتحن .
ــ إجابات موحدة تدل على سلوك معمم دون خشية أو خوف أو تردد وربما سلوك متعمد .
ـــ إجابات خاطئة موحدة في أوراق عديدة تدل على توجيه خاطئ من قبل من كانوا يتولون الحراسة .
ـــ الكثير من المشرفين لم ينتظروا عملية الإصلاح التي برمجت خارج الولاية بل حسمت معركة النجاح في المرحلة الأولى على مستوى مراكز الإجراء فزُوِد الممتحنون بالإجابات الجاهزة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إما خوفا من العقاب أو اللوم على نسبة النجاح المنخفضة .
الملاحظات المتعلقة باللغة العربية [/b]:
ـــ الكثير من الممتحنين لم يتمكنوا من التمييز بين الأفعال المجردة والأفعال المزيدة .
ـــ عدم التحكم في الكتابة السليمة الخالية من الأخطاء .
ـــ افتقار الدارسين لتقنيات كتابة الوضعية الإدماجية .
ـــ عدم الالتزام بالمطلوب أثناء كتابة الفقرة ، فغاب الوصف والصفة وانعدم استعمال إن أو إحدى أخواتها .
ـــ الضعف الملاحظ في فهم المقروء حيث أخفق الكثير في تحديد عنوان النص بدقة لأنهم لا يغرفون أنواع النصوص كالنص الوصفي والنص السردي ………..
ـــ كثرة الأخطاء الإملائية في الوضعية الإدماجية بسبب عدم التحكم في قواعدها .
[b]الملاحظات الخاصة بالرياضيات :[/b]
ـــ أغلب الإجابات في التمرين الثالث كانت خاطئة حيث لم يتمكن الكثير من تحويل الصيغة
( الساعة الخامسة و 45 دقيقة مساء ) إلى 17h45min
ـــ بعض الدارسين لا يميزون بين الأعداد العشرية والكسور العشرية .
ـــ غياب التدرج أثناء إنجاز التمارين أو المسألة .
ـــ أغلب الإجابات في المسألة تدل على أن التلاميذ لم يتمرسوا طيلة السنة الدراسية على المعايير والمؤشرات الواردة في دليل الاختبارات والمطبقة في سلم التنقيط
( الفهم السليم للوضعية واختيار أدوات الحل ، الاستعمال السليم لأدوات الحل ، تقديم الإجابة )
ـــ ضعف الثقة بالنفس والتردد في الإجابات ( يكتب بكيفية صحيحة ثم يشطب ويكتب إجابة أخرى خاطئة ) إما ذاتيا أو إيعازا من الآخرين .
مما تقدم يمكن تقديم النداء المناسب والاقتراحات التالية :
[b][b]أخي المربي ، أخي المشرف ، أخي المكلف بالحراسة ، أيها الولي الفاضل ، أيتها الهيئات المشرفة :[/b]
ـــ احرصوا على تهيئة التلاميذ لامتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي منذ بداية الموسم الدراسي باستخدام الاختبارات التدريبية التجريبية( جماعيا وفرديا )
ـــ اتركوا الممتحنين يعملون بمفردهم دون تدخل .
ـــ ابتعدوا أيها السادة والسيدات عن الاتصال بالحراس والمشرفين على المراكز ومد التلاميذ بالإجابات الجاهزة قصد التباهي أمام الجيران بالتفوق أو بالنسب المرتفعة أمام المسؤولين أوفي المحيط .
ـــ ركزوا على التهيئة النفسية المناسبة قبل الامتحان لكي يعتمد الممتحن على نفسه ولا يقبل الإجابات من الغير.
ـــ اسعوا لترسيخ فكرة أن النجاح مرهون بالمثابرة والاجتهاد منذ انطلاق السنة الدراسية .
ـــ دربوا المتعلمين على كيفية التعامل مع الامتحانات الرسمية :
(قراءة الموضوع ، تعيين الكلمات والجمل المفتاحية ، التدرج ، التحقق )
ـــ التزموا بما ورد في دليل الاختبارات الصادر عن الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات حيث يتمرس المتعلم على المعايير والمؤشرات .
ـــ يطلب من لجان الإعداد أن تصوغ أسئلة واضحة غير قابلة للتأويل وتركز على مضامين واردة في التدرج السنوي مع تحاشي الغموض في الصياغة .
ـــ يطلب من المربين التفكير في الاختبارات التدريبية التجريبية التي تسمح للدارس بامتلاك طريقة التعامل مع الاختبار .
ـــ يطلب من الأولياء تحاشي التصرفات التي تجعل أبناءهم يقبلون على الامتحان وفي ذهنهم أن أباه أوصى فلانا واتصل بفلان ، وقدم نسخة من الاستدعاء لفلانة وهكذا ………….
ـــ على رؤساء مراكز الإجراء الالتزام بالصرامة ومحاربة كل مظاهر الغش التي تسيئ لمصداقية الامتحان والمدرسة الجزائرية .
ـــ على الزملاء الحراس أداء المهام المسندة دون محاباة وغش وتنازل مشين للآخرين مهما كانت المكانة الاجتماعية .
ـــ على هيئات وزارة التربية الوطنية إلغاء مقياس النسبة المئوية المحققة في المؤسسة من مقاييس الحركة النقلية أو غيرها .
ـــ تفادي وضع النسبة المئوية المحققة في الحسبان عند تصنيف المؤسسات أو ترتيب التلاميذ من أجل التكريم لأنها في الغالب بعيدة عن الحقيقة وهي واجهة مزركشة براقة جذابة مغرية للآخرين لكنها لا تعكس الجوهر .
ـــ على هيئات الإشراف التربوي المتابعة المستمرة لأقسام السنة الخامسة ابتداء من الفصل الأول
( تكوينا ومتابعة وتقويما للدارسين ) ويمكن أن يتم ذلك بالتنسيق بين مجموعة من المقاطعات عن طريق الندوات المشتركة والاختبارات التدريبية التجريبية المتكررة وإعطاء الطابع الرسمي للاختبارات الفصلية .
[b]خلاصة القول أنني عدت من مركز التصحيح وفي ذهني هذه الفقرة :[/b]
(( إن المظاهر المشار إليها سابقا تؤثر سلبا على مصداقية امتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي ويترتب عنها صعوبات في تصنيف المجدين وإبراز المجتهدين وتألق العناصر الجادة ))
لذا على الجميع مراجعة التصرفات ومحاسبة النفس الأمارة بالسوء لكي لا نسقط جميعا في بئر عميقة لا نسمع فيها إلا صدى اللعنات .

والله يا سيدي انك لكفيت و وفيت وما تركت جانبا من المو ضوع الا و تطرقت له و لكن اقرأ هذا الحوار الذي دار بيني و بين مجموعة من الأساتذة أثناء مسابقة التفتيش

_ هل يعقل هذا أساتذة و تغشون ؟ ماذا ستعلمون الأطفال ؟ كيف يغشون؟

_ أين أنت؟ دزاير كلها ماشيا هكذا

_ ولكننا أصجاب التعليم , و الاصلاح يبذأ من عندنا

لم أذكر هذا الحوار الا لأبين لك أن الغش أصبح ثقافة هذا المجتمع الا من رحم ربي .

بصراحة أنا أتساءل لماذا الجميع يلهث و راء الأوراق المكتوب عليها شهادة مهندس , طبيب,..........

هل المجتمع يبنى بهؤلاء فقط فبدون البناء الجيد و السباك و النجار تضميم المهندس سيبقى على الورق

و في بعض الأحيان نبحث عن سباك من أجل اصلاح عطب في الحنفية ولا نجد

أنا لا أريد أن أقلل من شأن التعليم فأي مهنة تحتاج الى قدر ما من التعليم لكي يكون صاحبها محترفا اما العلم فله أصحابه

الله سبحانه و تعالى خلقنا مختلفين وأعطى لكل انسان موهبة يتميز بها عن غيره .فلماذا المجتمع الجزائري كله يريد أن يصبح طبيبا

من قبل كانت كلما طلبت مني معلمة حديثة العهد بالتعليم نصيحة أقول لها : ضعي هدف الدرس نصب عينيك خلال مراحل العمل لتحقيقي أفضل النتائج و لكن الآن قول :

أيها المربي, يا من وضعت بين يديك أمانة و يالها من أمانة: ربي الطفل على تقوى الله

أيها المعلم : علمه كيف يحدد أهدافه و كيف يصل اليها

أيها المكون : كون شخصا سوي العقل , سوي النفس . معتد بنفسه مهما كانت الدرجة التي هو فيها فكلنا سواء و كلنا متكامل فالمهندس يحتاج لمن ينظف له أمام بيته