بعث:
أصل البعث إثارة الشيء وتوجيهه، والبعث نوعان بشريّ كبعث البعير وبعث الإنسان في حاجة وآخر إلهي وهذا أيضاً له نوعان: وهو الذي يختص به الله تعالى من بعث الأجناس والأنواع وإيجادها ولا يقدر عليه أحد والثاني هو إحياء الموتى وهذا المعنى لا يدخل في هذه المنظومة وإنما يأتي مع منظومة الإحياء. وكلمة بعث دليل على أهمية الشخص المبعوث (بعثنا فيهم رسولا) وهي منّة من الله تعالى بالرسول r.
أرسل:
أصل الرِسل الإنبعاث على التؤدة وتقال للناقة إذا كانت سهلة السير. والإرسال يقال في الإنسان وفي الأشياء المحبوبة والكروهة وقد يكون ذلك بإرسال الرياح والمطر (وأرسلنا السماء عليهم مدرارا) ومنها إرسال الرُسُل (ويرسل عليكم حفظة) (إنا أرسلنا إليكم رسولاً شاهداً عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا) سورة الجنّ. والإرسال دلالة على أهمية الرسالة نفسها (أرسلنا رسولاً) منّة على العباد بارسال الرسالة. والإرسال يقابل الإمساك (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده).
والرسول r هو المبعوث رحمة للعالمين وهذا إشارة إلى مكانته r وهو الرسول الذي أرسله الله تعالى بالرسالة وهذا دليل على أهمية الرسالة فجمع بين الأمرين r. ولعل الفرق يبدو واضحاً بين الكلمتين في مشهدين من قصة موسى u مع فرعون: (قالوا أرجه وابعث في المدائن حاشرين* يأتوك بكل سحّار عليم) سورة الشعراء آية 36 و37، و(قالوا أرجه وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين * يأتوك بكل ساحر عليم) سورة الأعراف آية 111 و112، فوردت كلمة (سحّار) مع كلمة ابعث في الأولى وكلمة(ساحر) مع كلمة أرسل في الثانية وفي هذا إشارة إلى أن البعث أهمّ من الإرسال.